الأربعاء، 18 يونيو 2008

أصغي إلى نفسي .......

(2)
اختطف نظري ما ان رأيته .... طليق حر بغير قيود ... يطير مستقيما... دائرا ... للامام ... للخلف ...
حط على غصن ... اخذ يتحرك يمنة ويسرة بسرعة .... مالبث ان طار مرة اخرى ... غاب في الافق لتلحق افكاري به ... ولكن قيودا ما منعتها ان تواصل ... لطالما احببت ذلك الشعور ... شعور الطائر الطليق الذي لا يقيده شئ ... ولطالما احبطني انه هناك دائما قيد يحول بيني وبين هذا ...
شعوري بان دربي دائما تحوطه الظروف لترسمه لي ... وان اختياراتي دائما محدودة بين قيد او اخر...
مجتمع يفرض شكل الحياة فرضا ... ولم ؟ ...
لقد قررت يوما ان ارسم درب حياتي بنفسي ... ان احطم قيود حياتي ... الا ان ذلك القرار حين كان يصطدم بواقع ملئ بالعقبات والقيود كان يتراجع الى مخزن القرارات مؤجلة التنفيذ .... كان ذلك حتى فطنت ان وقتا يمر بلا طائل يعني اقترابي من دوامة حياة اسير فيها والهم يملأ عيناي ....
اخذت اتأمل حياتي لاحصل على جواب ... على حل ما ...
" هو انتا يعني هتصلح الكون؟؟ " الجملة التقليدية التي ترمي بالمرء في شعور قاتل بالعجز ... ولكنني قاومت هذه المرة ... وقلت نعم ... سأغير الكون ....
تأملت الجملة ... سأغير الكون ... وما هو الكون ؟؟ ... ولم قد يحتاج للتغيير؟؟ .. على العكس .. فالكون يسير وفقا لمقاييس دقيقة لا قبل لنا حتى بمجاراتها ... وانما نحن نعاند الكون ... نخالف تلك المقاييس ... ليس علي اذن ان اغير الكون ... بل علينا جميعا ان نغير من انفسنا لنتماشى مع الكون...
لقد ضاقت دائرة التغيير ... ليس علي ان اغير الكون ... بل علي ان اقنع من يعيشون في هذا الكون بضرورة تغيير انفسهم ...
قطع افكاري رجوع ذلك الطائر الصغير ... وفي فمه طعام ما ... حط على غصن تلك الشجرة على عشه القشي الصغير ... واخذ يطعم صغاره ... فتابعته عيناي وافكاري تبحر بشراع الحماس ... تملكتني رغبة التغيير لدرجة انني اخذت ابحث عن الطريقة التي اصل بها لاكبر عدد ممكن ... لاريهم ما ارى ... لاقنعهم بما اقتنعت به ...
فكرت في اسرتي ... ابي ... امي .. اخوتي ... و ...... انا ....
انا ... انا من لابد ان اغير اولا ....

ليست هناك تعليقات: