الأربعاء، 18 يونيو 2008

أصغي إلى نفسي .....

أصغي إلى نفسي ......

هي رسالة متجددة لكل من يرى في حياته الفراغ محتل...

والأمل ضيف طال إنتظاره ....

والعجز صاحب السطوة .... فيوم ما .... كنت أحدهم .....

(1)
حين رأيت تلك النظرة ... تدافعت مشاعر مختلطة بداخلي ... تداخلت الافكار .. ووجدت نفسي مأخوذا مضطربا ...
كان صباح يوم ما ... شمس لم تقو على الايذاء بعد ... أشخاص متناثرين كل في طريقه .. تتقاطع الطرق احيانا ... وحين تقاطع طريقانا ... رأيته .. رأيت وجهه .. عيناه .. رأيت تلك النظرة ...
كان الهم يملؤها.. هم انسكب بداخلي ما ان بلغتني النظرة ... فاندفعت مشاعري مختلطة .. بين شجن عميق .. وحيرة بالغة ... فلو ان المرء يستيقظ وكل ذلك الهم يملؤه ... هو اذن يعيش به ...
تداخلت الافكار بداخلي .. واختلطت المعاني .. ووجدت اسئلة تقفز في رأسي .... ولكن كلمة واحدة لخصت كل اسئلتي :
لم ؟؟
ومر امام عيناي شريط عالم ما بين ذكريات ما مضى وتصورات ما سيأتي ..
وكان ما دفعني لذلك فكرة :
اذا كان هو يحمل كل ذلك الهم ..فهل سأفعل حين ابلغ مكانه ؟؟
ومن هنا انطلقت ذكرياتي .. وتواصلت لتجسد مستقبلا ات ... صورته لي مخيلتي ...
سنين الكلية التي اعيشها لن تلبث ان تنتهي ... حينها ستبدأ حياتي عمليا ... فهل انا مستعد؟؟
سيؤرقني لفترة كابوس الخدمة العسكرية ... التي لن اتوانى عن شطبها شطبا من حياتي ما ان تنتهي ...
بعدها ... يبدأ صراعي .. فما بين ضغوط بحث عن عمل قليل اصلا .. وزمن يعدو لينقص من سنين عمري .. او يزيدها .. وأهل لا يطيقون صبرا ليتموا رسالتهم ... تحت وطئ كل ذلك .. اتنازل عن طموحاتي شيئا فشيئا .. فتنازل هي الاخرى عني ...
ثم تلقيني الحياة في بحر اسمه الارتباط .. فترتبط حياتي بحياة فتاة تدور معي في دوامة حياتي .. فضغوط حياتي التي تسير اماما بلا توقف سأواجهها معها وانا لا اكاد اعرف عنها شيئا .. فلا عملي لثماني او ربما اثنى عشر ساعة يوميا ولا انهماكنا في تحضير لوازم زفاف وما بعده سيمهلانا الفرصة .... وبعد الزفاف .. لن يستمر كيان الاثنين كثيرا فسيصبح ثلاثا .. وربما اكثر .. هنا تستمر الحياة رغما عن من يحياها .. فرغم غربة المرء في بيته عن اهله لابد الا يخرب ذلك البيت ...
ويزداد عنف الدوامة .. ضغوط ومسئوليات هي كدوامة تدور مسرعة فلا تمنحك الفرصة الا لمحاولات النجاة .. وفي ذات الوقت تشدك دائما لاسفل ..فمرور الوقت يعني اقترابك من القاع ..
فأنت تحيا فقط لترى اليوم التالي .. يتقلص المستقبل من سنين .. لايام .. لفقط النجاة ليوم اخر ..
اين هي حياتك ؟.. اين ذلك الكيان الذي كنت تحلم به.. ؟؟
حين وصلت لتلك النقطة .. توقفت .. وصرخت :
لا ... لا اريد ان احيا بلا حياة ...
فعاد ينظر لي .. وملأت وجهه وعيناه ابتسامة ساخرة .. قتلها الهم في ثوان .. وعاد ليطغى ..
وعدت لنفسي ..
هي حياتي .. ولن اتركها تضيع .. لن اتركها تتحول للا شئ ..
هنا توقفت مرة اخرى ... وجدت انني لا ادري ..
كيف هي الحياة التي اريدها لنفسي ؟...




ليست هناك تعليقات: